دراسة أثر الحكمة المتعالية في الفكر السياسي للإمام الخميني ودورها في الثورة الإسلامية الإيرانية وإدارة الحكومة

المؤلفون

1 ماجستير في المعارف الإسلامية من جامعة قم للمعارف الإسلامية، قم، ایران.

2 ماجستير في التربية، تكنولوجيا التعليم، جامعة أراك، أراك، ایران.

المستخلص

الحكمة المتعالية، بوصفها مدرسة فلسفية بارزة أسسها صدر الدين الشيرازي (ملاصدرا)، تُعدّ من أكثر النظم الفكرية تأثيرًا في الفلسفة الإسلامية، حيث تقدم إطارًا شاملًا لفهم الوجود، المعرفة، والعمل من خلال دمج العقل، العرفان، والوحي. تهدف هذه الدراسة إلى تحليل دور هذه الفلسفة في تشكيل وتطوير الفكر السياسي للإمام الخميني، ودراسة تأثيرها في انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية (1979) وبنية إدارة الحكومة الإسلامية. اعتمدت الدراسة على منهج تحليل الوثائق والتحليل النوعي، حيث تمت دراسة النصوص الفلسفية لملاصدرا (مثل الأسفار الأربعة) وأعمال الإمام الخميني السياسية والعرفانية (مثل ولاية الفقيه وشرح دعاء السحر)، لتوضيح العلاقة بين الأسس الفلسفية للحكمة المتعالية والنظرية السياسية للإمام الخميني.
تشير نتائج البحث إلى أن المفاهيم الأساسية للحكمة المتعالية، مثل وحدة الوجود، الحركة الجوهرية، أصالة الوجود، وتكامل العقل والوحي، لعبت دورًا جوهريًا في صياغة النظرية السياسية للإمام الخميني. فقد شكّل مفهوم وحدة الوجود، الذي يؤكد على وحدة الوجود وارتباط جميع الكائنات بالمصدر الإلهي، أساسًا للسيادة الإلهية ووحدة المجتمع الإسلامي في مواجهة الاستبداد والاستعمار في فكر الإمام الخميني. أما الحركة الجوهرية، التي تبين تحول الوجود وتطوره نحو الكمال، فقد تجسدت في نظرية ولاية الفقيه كإطار لحكومة ديناميكية ومتكاملة تهدف إلى هداية المجتمع نحو العدالة والكمال الروحي. كما أتاح تكامل العقل والوحي، وهو من ابتكارات ملاصدرا، للإمام الخميني دمج العقلانية مع الشريعة الإسلامية، مقدمًا نظرية سياسية تستند إلى النصوص الدينية وتستفيد من العقل البشري.
لم تقتصر الحكمة المتعالية على كونها دعامة نظرية لتعبئة الجماهير في الثورة الإسلامية، بل لعبت دورًا هاديًا في تصميم الهياكل الحكومية بعد الثورة، بما في ذلك المؤسسات القانونية والتنفيذية للجمهورية الإسلامية. فقد ساعدت هذه الفلسفة، بتقديمها رؤية شاملة ترى السياسة كجزء من الأهداف الإلهية المتعالية، الإمام الخميني على خلق نظام سياسي يقوم على العدالة، الروحانية، والعقلانية. هذا النظام، الذي تجسد في ولاية الفقيه، شكّل نموذجًا محليًا يربط السياسة بالعرفان والأخلاق الإسلامية، مما أدى إلى تحول عميق في المشهد السياسي الإيراني.
تُظهر الدراسة أيضًا أن الحكمة المتعالية، بتأكيدها على الديناميكية والتحول، استُخدمت كأداة لتحليل وتبرير الثورة الإسلامية، وساهمت في خلق خطاب يقاوم الإيديولوجيات المادية الغربية والتقاليد السياسية الراكدة. وفي الختام، تؤكد هذه الدراسة أن الحكمة المتعالية لم تكن مجرد إطار نظري لتشكيل الثورة الإسلامية، بل كانت أيضًا حجر الأساس لإدارة واستمرارية النظام الجمهوري الإسلامي. ويُوصى بأن تركز الأبحاث المستقبلية على التطبيق العملي لهذه الفلسفة في السياسات المعاصرة وحل التحديات الحالية للنظام الإسلامي لاستكشاف إمكاناتها في تلبية الاحتياجات الراهنة.

الكلمات الرئيسية


كرباسچي، محمود. (1395 هـ). الثورة الإسلامية والفلسفة السياسية. طهران: دار النشر ني.
مطهري، مرتضى. (1379 هـ). ولاية الفقيه (المجلد 1). طهران: دار الصدرا.
هاشمي رفسنجاني، أكبر. (1375 هـ). مبادئ الحكم الديني. طهران: مكتب نشر الثقافة الإسلامية.
نوربخش، فرهاد. (1392 هـ). الحكمة والسياسة في فكر الإمام الخميني. طهران: معهد البحوث الفلسفية السياسية.
حق‌شناس، مصطفى. (1390 هـ). الفلسفة السياسية الإسلامية وأفكار الإمام الخميني. طهران: دار السهامي للنشر.
رنجبر، سيد صالح. (1397 هـ). ملاصدرا والأسس الفلسفية للثورة الإسلامية. قم: دار جامعة الحديث.
موسوي، علي. (1398 هـ). فلسفة الحكم الإسلامي في فكر الإمام الخميني. طهران: دار معهد العلوم الإنسانية والبحوث الثقافية.
قديري، نصر الله. (1394 هـ). تحليل الفلسفة السياسية لإيران المعاصرة. طهران: دار القطرة.